Search This Blog

Wednesday 8 June 2011

السلطات الدينية اللبنانية تتخذ اليوم قرارها بشأن ألبوم ليدي غاغا «هكذا خلقنا»

السلطات الدينية اللبنانية تتخذ اليوم قرارها بشأن ألبوم ليدي غاغا «هكذا خلقنا»

بعد الضجة التي أثارتها الصحف الغربية حول منعه في بيروت



بيروت: سوسن الأبطح
نفى مصدر مطلع في الأمن العام اللبناني أمس لـ«الشرق الأوسط» أن يكون هناك أي منع رسمي لألبوم ليدي غاغا الجديد «هكذا خلقنا» أو «بورن ذيس واي» بسبب تضمنه أغنية «يهوذا» التي قد تسيء للمشاعر الدينية المسيحية. وقال المصدر إن «الرقابة لم تمنع ولم تسمح بعد، بدخول الألبوم إلى لبنان، بل هي طلبت من (المركز الكاثوليكي للإعلام) الذي يستشار في مثل هذه الأحوال، إبداء رأيه وإعطاء موافقته، وهي تنتظر إجابته». واستغرب المصدر الضجة التي أثارتها صحيفة الـ«صن» البريطانية وغيرها من الصحف الغربية، لمهاجمة لبنان، دون التحقق من المعلومة. معتبرا أن «ما يحدث حتى اللحظة يأتي ضمن الإجراءات الروتينية». ونفى المصدر أيضا أن تكون أي تعليمات قد أعطيت للإذاعات اللبنانية لعدم بث الأغنية مثار الجدل، موضحا أن «دائرة الرقابة في الأمن العام ليس من اختصاصها ما تبثه الإذاعات؛ وإنما هذا يدخل في نطاق عمل وزارة الإعلام، وبالتالي لعل الإذاعات نفسها وجدت أن الأغنية غير مناسبة ولم ترد تحمل مسؤولية بثها».
وقال الأب عبده أبو كسم، مدير المركز الكاثوليكي للإعلام، لـ«الشرق الأوسط» أمس، إن الألبوم أحيل إليه منذ ما يقارب ثلاثة أيام، «وكنت غائبا خلال هذه الفترة بسبب عطلة نهاية الأسبوع. وها نحن يوم (أمس) الاثنين، أي اليوم الأول بعد العطلة والألبوم أمامي ولم يتسن لي الاستماع إليه. سأفعل في أقرب وقت، وأعطي إجابتي للأمن العام غدا صباحا (أي اليوم الثلاثاء)». ونفى علمه بأي طلب وجه للإذاعات لمنع الألبوم.

وبالاتصال بإذاعة «ميكس إف إم»، قال مسؤول في الإذاعة رفض الكشف عن اسمه: «كل أغاني ألبوم ليدي غاغا الجديد تبث على الإذاعات اللبنانية حاليا، كما أن أغنية (يهوذا) بثت أسوة ببقية الأغنيات، لكننا تلقينا اتصالات هاتفية من مستمعينا، يطالبوننا فيها بالتوقف عن بث الأغنية، معتبرين أنها مسيئة دينيا، وتوقفنا عن بثها نزولا عند رغبتهم، وهو ما أرجح أنه حصل لبقية الإذاعات»، نافيا أن تكون إذاعته قد تسلمت «أي طلب رسمي أو حتى أي أمنية شفهية بهذا الخصوص». وأضاف المسؤول: «أغنية (يهوذا) تحمل معنى تجريديا، لكن الناس رأوا فيها جانبا دينيا، وهذه مشكلة ليدي غاغا، وهي لهذا مثيرة للجدل. هناك بالفعل أغنيات تثير البلبلة عند المستمعين، وتزعجهم عند سماعها، وبتنا متعودين، خاصة أن ثمة أغاني اليوم تدخل فيها مفردات ومعان صعبة جدا، و(بتشيب شعر الراس)». ويؤكد المسؤول: «هذه ليست سابقة في لبنان، فقد منع سابقا عرض كامل لمادونا بسبب أغنية توضع فيها على الصليب، ولم يتقبل الرأي العام اللبناني الفكرة. وأن يكون ألبوم الليدي غاغا الجديد الأول في العالم، لا يعني بالضرورة أن اللبنانيين يتقبلون كل أغنياته».

ويعتبر هذا الألبوم هو الأول في أميركا وبريطانيا والعديد من دول العالم، ولقيت أغنية «يهوذا» شعبية كبيرة، وإن لاقت اعتراض بعض الجماعات الدينية المسيحية في أميركا.

من جهته، أكد توفيق ينيه، مدير مكتب وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال، أن «الأمن العام اللبناني لا يمنع أو يسمح، وإنما يدرس ويتريث ويأتي القرار النهائي من السلطة السياسية، وهي في العادة إما وزارة الثقافة أو وزارة الإعلام، ولكل منهما اختصاصها». وأضاف ينيه: «وزير الإعلام طارق متري أعلن أكثر من مرة، أنه مع تعديل قانون الرقابة في لبنان؛ لا بل هو مع إلغاء الرقابة، لأنها لم تعد مجدية، فمن يرد أن يستمع لأغنية حتى لو منعت أو يقرأ كتابا، فكل شيء متاح على الإنترنت». ويكمل: «غالبا ما يتم المنع في لبنان بناء على طلب من مرجعيات دينية مثلما حصل لمسلسل (أسمهان) أو مسرحيتين إحداهما للمخرجة لينا خوري وأخرى لربيع مروة، وما عدا ذلك، فإن المنع للمنع ليس أمرا واردا».

وبالتالي، فإن الضجة المثارة في أوروبا، بحسب أحد المسؤولين اللبنانيين، «مصدرها لبنان لا شك، واستبقت المنع، لتشكل ضغطا، وتضع المسؤولين اللبنانيين في حرج، بحيث يجدون أنفسهم مضطرين للموافقة على الألبوم تفاديا لمزيد من الأخذ والرد والتشويه لصورة لبنان كبلد للحريات. وبالتالي، «نعلم اليوم إن كانت الضجة التي أثيرت سلفا ستؤتي أكلها أم لا».



No comments:

Post a Comment