Search This Blog

Monday 6 June 2011

بعد35 سنة من الغياب..حملة لإعادة تشغيل القطار بين سورية ولبنان


www.aawsat.com

بعد 35 سنة من الغياب..حملة لإعادة تشغيل القطار بين سورية ولبنان
جماعة ضغط تستخدم الفنون البصرية والـ«فيس بوك» لتحريض المواطنين
المصورون داخل محطة القطار العتيقة وهم يلتقطون صورهم التي يستخدمونها في معارض جوالة («الشرق الأوسط»)
بيروت: سوسن الأبطح
«إعادة تشغيل القطار بين طرابلس ومدينة حمص السورية باتت بالنسبة لنا مسألة وقت. لكن المهم، والذي نسعى من أجله، هو الحفاظ على محطة طرابلس القديمة للقطارات، بمبانيها ومقطوراتها، وتحويلها إلى متحف. فهذه المحطة كانت النقطة الأخيرة التي يتوقف عندها قطار الشرق السريع ذو الشهرة العالمية. وهو ما يستوجب حملتنا الوطنية التي ستبقى مستمرة حتى تحقيق أهدافها». بحماسة يشرح لنا إلياس خلاط، كيف تعمل جمعية «أصدقاءمحطة قطارات طرابلس» التي يترأسها، وكيف أنها أحيت لقاء ناجحا جدا في باريس مؤخرا، فيما سيكون لقاؤها المقبل في «مركز الصفدي الثقافي» في طرابلس من خلال معرض واحتفالية تجمع من حولها المناصرين والمشجعين.
سكان طرابلس يعبرون الشارع المحاذي لمحطة القطار القديمة، التي تحولت إلى منطقة مهجورة ومسيجة، يرون من بعيد بقايا القطارات الصدئة المهجورة، قريبا من ميناء المدينة الذي يعج بالسفن التجارية، لكنهم لا يعون أنهم أمام موقع تاريخي يستحق التوقف أمامه، لا بل والافتخار به، لأن بمقدوره أن يجلب للمدينة الكثير من السياح. على مقربة من المحطة، برج السباع الأثري (بناه المماليك في القرن الخامس عشر) الذي كان ذات يوم، رغم ضخامته، مكتبا لمحطة السكة الحديد. هنا كذلك يمكن للزائر أن يرى 6 قطارات ومقصورات يرجع تاريخ اثنين منها إلى عام 1895، وهناك أربعة أخرى تعود إلى عام 1901 و1906. مخاوف إلياس خلاط محقة، فهذه المقصورات والقطارات التي يبلغ عمرها أكثر من مائة عام، لا يوجد في لبنان قانون يحميها، لأنها متحركة، ولا ينطبق عليها قانون المباني الأثرية مثلا. أبنية المحطة التي دمرت الحرب الأهلية جانبا منها مشيدة على الطرز الهندسي الفرنسي لمحطات قطارات جنوب فرنسا نهاية القرن التاسع عشر، حيث صنفت هناك كمعالم تاريخية، ولا يبدو أن في لبنان من يعيرها اهتماما، بل على العكس. هذه المحطة التاريخية التي يمكن أن تعني الكثيرين، أصابتها الحرب الأهلية، وأجهز على بعضها اللصوص الذين يدخلون إليها خلسة ويحاولون سرقة أجزاء من القطارات الصدئة ليبيعوها بأبخس الأثمان. الأسوار التي وضعت حول المحطة، كما حراسة المحتويات، لم تردع اللصوص من الدخول والخروج إلى الموقع حين تسول لهم أنفسهم ذلك.
الوضع الأمني في لبنان تحسن، والعلاقة مع سورية تتحلحل، وإلياس خلاط يعتقد أن سعيه لإعادة تشغيل القطار باتجاه حمص لم يعد حلما. فعام 2002 كان قد تم التعاقد مع شركة سورية لتشغيل القطار الذي يصل إلى حمص، لكن الوضع الأمني الذي عاد وتدهور باغتيال الرئيس رفيق الحريري 2005 والتوترات مع سورية أوقفت المشروع. اليوم، الحديد الذي يلزم لإعادة ترميم سكة القطار موجود، وبعض المعدات صالحة لإعادة التشغيل، وقد أعلمت سورية بالرغبة اللبنانية، والباقي يتوقف على الإرادة السياسية. الطريق الدولي بين طرابلس وسورية الذي يصل إلى حمص يشهد ازدحاما خانقا، لذلك فإن إعادة تشغيل القطار ستخفف حدة الأزمة، لكن هذا أيضا قد يضر بمنافع العاملين على خطوط السيارات، والأمل أن تغلب المصلحة العامة، كل المصالح الضيقة الأخرى.
مجموعة من المصورين الشباب يحيطون بإلياس خلاط، وصل عددهم إلى العشرة، أتوا من مختلف المناطق اللبنانية، يريدون لهذا المشروع التاريخي والتنموي أن يبصر النور. هؤلاء عملوا في المحطة القديمة، لتصوير شتى التفاصيل، المقصورات، المباني، السكة الحديدية، تلك المعدات القديمة والصغيرة، التي حفرت عليها تواريخ تعود إلى القرن التاسع عشر، أو بداية القرن العشرين. الصور الفوتوغرافية البديعة التي التقطوها هي التي تجوب الآن لبنان، وعواصم في العالم، للتذكير بأن طرابلس كانت ذات يوم هي النقطة التي ينتهي عندها خط قطار الشرق السريع، الذي فتق الخيال البوليسي لأغاثا كريستي في روايتها الشهيرة التي تحمل الاسم نفسه، ولا يزال يحرك أخيلة المسافرين الرومانسيين حين يرغبون في رحلة خارجة عن المألوف.
تلجأ الجمعية في احتفالياتها المتنقلة إلى عرض الصور التي تحرك الفضول، وكذلك عرض فيلمين حول محطات السكة الحديد في لبنان، إضافة إلى توقيع عريضة، تتضمن مطالبة بحفظ هذا التراث، لا سيما ما هو موجود منه في محطة طرابلس. أطلق إلياس خلاط عمل جمعيته عام 2008، وقرر أن يعمل مع مجموعة ضغط تتحرك من أجل التذكير دائما بأن ثمة متحفا شبه جاهز ينتظر أن يدشن. موقع المجموعة على الـ«فيس بوك» بات له أكثر من ألف صديق، يزوره المشجعون، ويتبادلون عبارات حماسية، حيث يشد أزر أحدهم الآخر. ويمكنك على الصفحة أن تقرأ أيضا ذكريات لبعض الذين عرفوا هذا القطار، وعمل أحد من عائلاتهم في محطة سكة حديد طرابلس أو لهم ذكريات متعلقة بها.
القطار كان يخرج من طرابلس باتجاه الشمال إلى سورية وصولا إلى أوروبا. وفي مرحلة لاحقة تم وصل محطة طرابلس ببيروت، وامتد هذا الخط حتى الناقورة ومن ثم حيفا في فلسطين. اندلاع حرب 1948 واحتلال فلسطين، أوقف إمكانية الوصول إلى هناك. لكن القطار بقي يعمل وينقل الركاب والبضائع حتى اندلعت الحرب الأهلية اللبنانية المشؤومة عام 1975.
والحقيقة أن السكة الحديد كانت في بادئ الأمر تصل حمص ببيروت مرورا برياق دون المرور بطرابلس، مما أغضب أهالي المدينة، فاستدعوا شركة فرنسية وأقاموا المحطة من أموالهم الخاصة عام 1911، وعلى أراض تخصهم. ثم كان لا بد من سنوات كثيرة بعد ذلك ليتم وصل طرابلس ببيروت، جنوبا ومن ثم حيفا. ولذلك فإن جمعية «أصدقاء قطارات طرابلس» تحضر للاحتفال بهذه المئوية العام القادم.
يتحدث إلياس خلاط وقد ارتسمت على وجهه ابتسامة أمل «أعرف أصدقاء سافروا بهذا القطار من طرابلس إلى أوروبا بجولات سياحية، ولو استطعنا إعادة تشغيل هذا الخط، بعد أن ألغيت الفيزا بين لبنان وتركيا، فهذا يعني أن المواطن سيركب في القطار إلى سورية، ومنها إلى اسطنبول بمنتهى السهولة، ومن هناك فإن سعر البطاقة قد لا يزيد على 100 يورو ليصل إلى أي عاصمة أوروبية يريد. هذا المشروع الذي يبدو صغيرا اليوم، وفي متناول اليد دون تكلفة كبيرة تذكر، بمقدوره تغيير حياة الكثير من الناس، وفتح طرابلس على أوروبا بالفعل وبشكل مباشر». ويضيف خلاط «هذا سيتحقق عاجلا أم عاجلا، المهم ألا ننقذ المحطة القديمة، وأن نحميها من الضياع».

1 comment:

  1. ca serait bien d'ouvrir de nouveau cette gare et de recommencer à utiliser les trains... Il faudrait peut être attendre des centaines d'années avant de voir ce projet terminé. Un peu comme l'internet au Liban... Dommage

    ReplyDelete