قطار طرابلس يصفر من جديد !
سدير عبد الهادي
و يتفاجىء الزوار بمقهى عند مدخل المحطة, يروي صاحبه بأنه ورثه عن أبيه وانه ليس بمقهى بل هو "بوفيه المحطة". ويذكر لنا بحسرة انه كان يستمتع بزيارة ابيه بعد ان ينتهي من المدرسة، فيكي له عن المشاهير الذين مروا بالمحطة أمثال أسمهان التي كانت متوجهة الى تركيا، كما يشاهد تصوير بعض الأفلام السينمائيّة.
و بينما كنّا نتحدّث مع بعض المتطوّعين لانجاح هذا الحدث سمعنا صوت قطار يتوقّف عند المحطة: انها بداية الجولة التي تتجدد كل نصف ساعة و التي يشرح ضمنها المتطوّعون تاريخ المحطة, و يوضحون قيمة بعض محتويات هذه المحطة التي يصنفها البعض ك"شقفة حديد مصدّاية"
شرح المتطوعون أيضاً أن محطة طرابلس تحتوي على ثلاثة أنواع من القاطرات : تلك التي تنقل البضائع, تلك التي تنقل السيّارات, و تلك التي تنقل المواد النفطيّة التي لم تستعمل قط فقد استلمت محطة طرابلس هذه القاطرات عام 1975 قبل فترة وجيزة من الحرب الأهلية و اغلاق المحطة.
و يُذكر أن محطة قطارات طرابلس تحتوي على ستة رؤوس قطارات من طرازي "G7" و"G8" أقدمها صُنع عام 1895, أمّا أحدثها, فصُنع عام 1906.
في هذه المحطة كانت تنتهي رحلة قطار الشرق السريع الذي ذكرته أغاتا كريستي في روايتها " جريمة قطارالشرق السريع" حتّى العام 1945 عندما أنشأ خط طرابلس- بيروت , و عند شجرة يرسم الأولاد تحت ظلّها قطار كانت تنتهي جولتنا. فالطفل اللبناني لم ير قطاراُ في حياته, فكيف أمكن رسمه؟ يهدف هذا النشاط الى نشر صورة القطار في فكر الأطفال.
و ضمن مخطط لاستقطاب الشّباب الى المحطة لاستكشافها, أقيم عدد من الحفلات الغنائية في المحطة, شاركت فيها فرق محلية ولبنانية.
ويفتخر الطرابلسي عندما يعلم أن تقنيين من مدينته تمكّنوا من تحويل القطارات التي تعمل على الفحم الحجري الى قطارات تعمل على الفيول عام 1950.
و عند حافة احدى السكك الحديدية, يرى الزائر كمّاً من الحديد اقتُلع من منطقة عكار كبداية لاعادة انشاء خط طرابلس- حمص, و هو مشروع أطلقته الدولة اللبنانية عام 2002 و الذي اشترت ضمنه الدولة اللبنانية حديد لتشييد سكة حديديّة جديدة.
ويُذكَر أن المحطة تعرضت للقصف الإسرائيلي عدة مرات، كما أكلها الصدأ والنباتات البرية، وهي من آخر المواقع التي انسحبت منها قوات الردع السورية.